أسباب الهالات السوداء

أسباب سواد تحت العين

تُعد الهالات السوداء تحت العينين من أكثر المشكلات الجلدية شيوعًا والتي تؤثر على المظهر الجمالي والصحي للوجه، حيث تمنح الشخص مظهرًا متعبًا وأكبر سنًا مما هو عليه في الواقع. تختلف الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، فتتراوح بين أسباب وراثية وأخرى مكتسبة نتيجة لنمط الحياة أو لعوامل مرضية. يتناول هذا المقال الموسع الجوانب المختلفة المتعلقة بأسباب سواد تحت العين وآليات ظهوره وطرق الوقاية منه من منظور علمي مدعوم بأحدث الأبحاث والدراسات الطبية.

البنية التشريحية للمنطقة تحت العين

المنطقة تحت العينين رقيقة جدًا مقارنة بباقي أجزاء الوجه. تتكون من طبقة جلد رقيقة جدًا تخلو تقريبًا من الغدد الدهنية، وتغطي طبقة دقيقة من العضلات والأنسجة الرخوة التي تمر فيها الأوعية الدموية الدقيقة. هذا التركيب الخاص يجعل هذه المنطقة أكثر عرضة لظهور الأوعية الدموية بشكل مرئي عند بعض الأشخاص، كما يسهل تأثرها بعوامل خارجية وداخلية تُغيّر لونها وتُسبب تصبّغًا ملحوظًا.

التصنيف العلمي للهالات السوداء

يصنف الأطباء الهالات السوداء إلى أنواع وفقًا لطبيعتها:

1. هالات وعائية: نتيجة احتقان الأوعية الدموية الدقيقة أو توسعها.

2. هالات صبغية: بسبب زيادة صبغة الميلانين.

3. هالات هيكلية: بسبب التركيب العظمي أو فقدان الدهون تحت العينين.

4. هالات مختلطة: مزيج من العوامل السابقة.

العوامل الوراثية

تُعد الوراثة من أبرز الأسباب التي تُفسّر سواد تحت العينين لدى كثير من الأفراد. فالاستعداد الوراثي يلعب دورًا في تحديد سماكة الجلد وتوزيع الأوعية الدموية ولون البشرة وكثافة صبغة الميلانين في هذه المنطقة. غالبًا ما تظهر الهالات الوراثية في سن مبكرة وقد يصعب التخلص منها بشكل كامل لأنها مرتبطة بطبيعة الجينات.

نمط الحياة وقلة النوم

قلة النوم أحد أبرز العوامل التي تُفاقم مشكلة الهالات السوداء. يؤدي السهر الطويل إلى توسع الأوعية الدموية الدقيقة تحت العين واحتقانها بالدم مما يزيد من اسوداد المنطقة. إضافةً إلى ذلك، فإن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤثر على تجدد الخلايا الدموية وتجدد البشرة.

التوتر والإجهاد النفسي

الإجهاد المزمن والتوتر يؤثران سلبًا على الدورة الدموية ويزيدان من فرص ظهور الهالات. عند التوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول الذي يرفع ضغط الدم ويؤدي إلى احتقان الأوعية الدموية الصغيرة، مما يزيد من ظهور اللون الداكن تحت العينين.

التقدم في العمر

مع التقدم في العمر، يفقد الجلد مرونته وتضعف الأنسجة الداعمة للعينين، كما يقل إنتاج الكولاجين والإيلاستين. يرافق ذلك ترقق الجلد وانخفاض الأنسجة الدهنية، ما يؤدي إلى ظهور الأوعية الدموية بشكل أوضح وبالتالي تبدو المنطقة داكنة أكثر.

الجفاف ونقص الترطيب

قلة شرب الماء أو عدم استخدام مستحضرات ترطيب مناسبة للمنطقة تحت العينين يؤدي إلى جفاف الجلد، مما يجعله باهتًا وأكثر عرضة لظهور التصبغات. الجلد الجاف يعكس الضوء بشكل أقل مما يُظهر الهالات بشكل أوضح.

الحساسية المزمنة

الأشخاص الذين يعانون من أمراض تحسسية مزمنة مثل التهاب الأنف التحسسي يتعرضون بشكل أكبر للهالات السوداء. يحدث ذلك لأن الحك المستمر للمنطقة تحت العينين أو الاحتقان المزمن في الجيوب الأنفية يزيد من توسع الأوعية الدموية واحتقانها، مما يسبب ظلال داكنة.

فقر الدم ونقص الحديد

يُعد فقر الدم وخاصة الناتج عن نقص الحديد من الأسباب الشائعة للهالات السوداء، إذ يؤدي إلى ضعف تزويد الأنسجة بالأوكسجين فيظهر الجلد بلون باهت أو مزرق نتيجة نقص الهيموغلوبين.

العادات الغذائية السيئة

اتباع نظام غذائي فقير بالفيتامينات والمعادن الأساسية ينعكس مباشرة على صحة البشرة. نقص فيتامين K مثلًا يؤثر على تجلط الدم ويزيد من وضوح الأوعية الدموية تحت الجلد. أما نقص فيتامين C فيقلل من إنتاج الكولاجين الذي يمنح الجلد متانته ومرونته.

التعرض المفرط لأشعة الشمس

تؤدي أشعة الشمس إلى تحفيز إنتاج صبغة الميلانين في الجلد، ما يزيد من اسمرار المنطقة حول العينين خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو الذين لا يستخدمون واقي شمس مناسبًا.

استخدام مستحضرات التجميل غير المناسبة

بعض أنواع المكياج أو منتجات العناية قد تحتوي على مركبات تهيج الجلد أو تسبب تحسسًا خفيفًا يؤدي إلى حك الجلد حول العينين، مما يؤدي مع الوقت إلى زيادة التصبغات.

التدخين وتأثيراته

التدخين يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم والأوكسجين إلى خلايا الجلد. كما يسرّع من شيخوخة البشرة ويؤثر على نضارتها مما يزيد من بروز الهالات.

العوامل الهيكلية

بعض الأشخاص لديهم تشريح عظمي معين مثل عمق محجر العين أو بروز عظام الوجنة، مما يُظهر ظلالًا في منطقة تحت العينين، فتبدو أغمق من باقي الوجه حتى لو لم يكن هناك مشكلة صبغية أو وعائية.

تأثير بعض الأدوية

هناك بعض الأدوية التي قد تسبب توسع الأوعية الدموية أو تؤثر على التصبغات مثل أدوية مميعات الدم، الكورتيزون وبعض أدوية الحساسية أو أدوية العلاج الكيميائي. في هذه الحالات قد يُلاحظ المريض تغير لون الجلد تحت العينين تدريجيًا.

الأمراض المزمنة

بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض الكبد، الكلى، الغدة الدرقية قد تؤثر على لون البشرة بشكل عام بما في ذلك منطقة تحت العينين، إما نتيجة احتباس السوائل أو تغيرات في مكونات الدم أو تكدس السموم في الجسم.

الجدول التالي يلخص أبرز الأسباب والآليات المسببة لسواد تحت العين

آليات الوقاية والحد من تفاقم السواد

رغم أن بعض أسباب الهالات يصعب تجنبها كالعوامل الوراثية والهيكلية، إلا أن الالتزام بأسلوب حياة صحي قد يحد بشكل كبير من ظهورها أو يزيد من قدرة الجلد على المقاومة. يتضمن ذلك النوم المنتظم، التغذية المتوازنة، شرب كميات كافية من الماء، استخدام مستحضرات مناسبة لطبيعة البشرة الحساسة حول العينين، تجنب التدخين والحرص على وضع واقي الشمس بشكل دائم حتى حول العينين. يمكن كذلك استخدام الكمادات الباردة لتقليل احتقان الأوعية الدموية، والابتعاد عن مسببات التحسس قدر الإمكان.

المصادر

• American Academy of Dermatology Association – Dark Circles Under Eyes.

• Mayo Clinic – Dark Circles Under Eyes: Causes and Treatments.